ورثته باعوا روائعه لأثرياء مكة.

 المصدر : بوابة الاهرام 

ورثته باعوا روائعه لأثرياء مكة.. أمير الحج إبراهيم رفعت صوّر الأماكن المقدسة والقبور المُهدّمة قبل 112 عامًا

تظهر صورة نادرة لأمير الحج المصري إبراهيم رفعت التي توجد في منزل بقرية أبودياب غرب بقنا، تظهره جالسًا بين شيخين أزهريين حال توليه إمارة الحج في عام 1904م.
تمتد الرحلة الجغرافية لهذه الصورة النادرة من سراي حلمية الزيتون بالقاهرة التي عاش فيها أمير الحج المصري القائم مقام إبراهيم رفعت، الذي كان منكبًا على تعلم فن التصوير الضوئي، إلى مكة المكرمة، ومنها إلى أحد دواوين الصعيد، حيث ضمت شخصية شهيرة من أحد أبنائه كانت من علماء الأزهر الشريف وهو الشيخ محمد حسين الديابي المولود بقرية أبو دياب غرب بمحافظة قنا.

وإبراهيم رفعت المولود تقريبا عام 1852م في محافظة أسيوط، كان من أهم ضباط الجيش المصري في سلاح الفرسان وعمل في القاهرة وسوهاج والسودان وتولى إمارة الحج حيث كانت مهمته حراسة المحمل الذي كان يتجه من مصر لمكة المكرمة وكانت رحلاته أكبر وأهم أرشيف لمكة المكرمة والمدينة المنورة لما كان يحويه من صور فوتوغرافية نادرة.

يقول الباحث التاريخي ضياء العنقاوي لـ"بوابة الأهرام" إن رفعت كتب مجموعة رحلات في الحج تصل لـ4 رحلات؛ حيث تم تعيينه رئيسًا لحرس المحمل للكسوة الشريفة وكانت هي بداية أول رحلاته في عام 1901م.

ويؤكد المؤرخون أن رفعت كان ثاني مصري يقوم بالتصوير في الأماكن المقدسة بعد محمد صادق أفندي الذى أرسلته الحكومة عام 1895م، والذي دوَّن كأول مصرى وعربي مشاهد الحج بالصور الفوتوغرافية التي كانت مقصورة على الرحالة والجواسيس آنذاك.

ويقول رفعت عن نفسه في مؤلفاته: "كنت ولوعًا بالحج شغوفًا بأداء هذا الفرض متضرعًا إلى الله أن يوفقني لزيارة بيت الله الحرام والمناسك وقبل الله دعوتي بعد تعييني رئيسًا لحرس المحمل، فرأيت نعمة الله على ما يفي بشكرها إلا بتدوين رحلتي للحج من أول خطوة لآخر خطوة وإخراجها للناس ليكتفوا بها إذا حجوا لبيت الله الحرام".

ويوضح العنقاوي أن إبراهيم رفعت له مجموعة صور نادرة "لا غنى عنها للباحثين في تاريخ الحرم المكي"، لافتًا إلى أنه كان دقيقًا في رحلاته وكان يهتم برصد كافة التفاصيل، مضيفًا أنه رصد كافة الطوائف التي كانت معه حال توليه إمارة الحج ومنها طائفة الجمالين والسقائين، وحتى طائفة الفريحية، أي الزمارين الذين كانوا يتسابقون للغناء بالمزمار والأهازيج في موكب الحج.

في رحلته الأولى عام 1901م حمل إبراهيم رفعت مبلغ 8 آلاف و893 جنيها مصريا مرتبًا لرجال المحمل لمدة 3 شهور، ومرتب أمير مكة، ويدعى الشريف عون الرفيق، ومرتبات العربان والقبائل، وما يخص التكية المصرية في مكة والمدينة وغيرها من النفقات. 

ويوضح العنقاوي أنه "من المعروف أن إبراهيم رفعت تفرغ لتعلم التصوير بعد رحلته الأولى؛ حيث قام بتصوير مئات الصور التي رصدت أماكن الحرم المكي والقباب وشواهد القبور التي تهدمت ولم يبق منها أثر ومنها قبة السيدة خديجة -رضي الله عنها وأرضاها- وقباب الأمراء والعلماء والتي سويت بالأرض على يد الحركة الوهابية.

كما قام بتأليف مؤلفه الشهير "مرآة الحرم المكي"، وكان رفيقًا وصديقًا للرحالة المصري محمد لبيب البتتوني، الذي رافق الخديوي عباس حلمي الثاني، وألّف مؤلفه الشهير "الرحلة الحجازية" في عام 1908م. 

ويوضح العنقاوي أن الصور التي قام بتصويرها إبراهيم رفعت "كانت وماتزال تمثل ميراثًا تاريخيًا وحضاريًا لبلاد الحرم"، لافتًا إلى أن ورثته منذ 25 سنة مضت قاموا ببيع عدد من النيجاتيف النادر لصور الحرم المكي لأحد أثرياء مكة المهتمين بتراث مكة المكرمة، وهو النيجاتيف الذي كان يحوى مئات الصور التي لم تنشر من قبل في المراجع العلمية التي تحدثت عن مكة المكرمة.

تعليقات

المشاركات الشائعة