القرضاوى القطرى وبيكاسو

سيد عبد المجبد - المصدر الاهرام - الاعمدة

للعقل فقط
فى الوقت الذى قامت فيه قطر بتسريح عمال لانخفاض اسعار النفط كانت تنافس على شراء حصة من فورمولا 1 بمبلغ 8 مليارات دولار ، والحق أن المرء فى حيرة ما بعدها فما علاقة جنوح المظاهر المجنون هذا ، بإمارة يتشدق شيوخها ليل نهار بإسلامهم المتشدد وتحمى رموزه الطالبانية والداعشية على اراضيها. فى هذا السياق نقل عن أحد المذيعات الأمريكيات ، والتى تم الاستغناء عن خدماتها فى شبكة الجزيرة بالـعم سام قبل أن تغلق أبوابها، لرفضها الانصياع للهجوم على مصر قولها إنها لاحظت انه عندما تتحدث النساء يقوم مدير القناة بالانسحاب فالنظر لها لا يجوز على ما يبدو كما أن صوتها عورة نهيك عن كونها متفرنجة والسؤال إذا كان الرجل يستحى فكيف يمكن ان يرى فى متحف بلاده عملا لبابلو بيكاسو ظهرت فيه امرأة عارية الصدر؟ وهذا هو بيت قصيد سطورنا تلك ، واتوجه بذات الاستفهام إلى مولانا القطرى الشيخ الفاضل يوسف القرضاوى وأسأله ما هو حكم الشرع فى شراء لوحة ما ببضع مئات الملايين من الدولارات ، فى بلد يفترض وفقا لفهمه الضيق والعنيف للدين الحنيف أن يحتقر تلك الفنون بإعتبارها مارقة تحرض على الفسق والمجون ؟ وذلك على خلفية قيامها باقتناص عمل من أعمال الفنان الفرنسى بول غوغان تصور فتاتين من » تاهيتي« مقابل 300 مليون دولار، مما يجعلها اغلى لوحة بيعت على مدار التاريخ. ولأنها تريد أن يصفها العالم دوما بأنها الأولى (فى الفشخرة الكدابة) فتلك الدويلة الصغيرة الغنية بالغاز وليست بالإنسانية سبق لها ودفعت 259 مليون دولار ثمنا للوحة تعود إلى الانطباعى »بول سيزان ». أما إذا كان الأمر تقليدا لبشاوات وباكوات الكنانة ، فهذا مفهوم فالأخيرة تأسست حضارتها على الفن والابداع كما أنها انجبت أساطين التشكيليين أمثال محمود سعيد وادهم وسيف وانلى وناجى وعشرات الأسماء غيرهم .. فأين اللادوحة من كل هذا؟ 

تعليقات

المشاركات الشائعة