‏المسجد الأقصي‏ ..‏ محطة الصعود إلي السماء


المصدر الاهرام

هو أول القبلتين وثانى مسجد وضع فى الارض بنص الحديث الشريف
عرف حائط البراق بهذا الاسم حيث ربط الرسول, دابته( البراق) فيه يوم إسرائه إلي المسجد الأقصي


حاولت الحركة الصهيونية منذ القرن التاسع عشر استخراج قصة هيكل سليمان من طيات التاريخ القديم واستغلالها كذريعة لاحتلال فلسطين, في حين أن الحقائق التاريخية تثبت أن اليهود لم يكن لهم كيان سياسي إلا لمدة70 عاما وهي المدة التي تولي فيها نبيا الله داوود وسليمان عليهما السلام الملك,


في حين بقيت فلسطين عربية إسلامية منذ الفتح الإسلامي لها في القرن السابع الميلادي حتي الآن, ومازالت الحركة الصهيونية تزعم بأن مكان الهيكل هو نفسه المكان الذي بني فيه المسجد الأقصي, رغم أن العديد من الأثريين أكدوا أن المسجد الأقصي قد بني قبل ظهور نبي الله سليمان بأكثر من ألف عام وبقي منذ ذلك التاريخ حتي اليوم, كما ورد في المصادر المختلفة إشارات إلي بناء الهيكل وهدمه عدة مرات, لكن لم ترد إشارة واحدة إلي هدم المسجد الأقصي.. مما يؤكد أن مكان الهيكل ليس محل المسجد الأقصي, وبرغم ذلك, فإن اليهود لايزالون يصرون علي أن الهيكل جزء من الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف, لذا ظهرت فكرة اقتسام الحرم القدسي الشريف ولاقت هذه الفكرة تأييدا كبيرا.
....................................................................
وفي هذا السياق, أثار الدكتور يوسف زيدان عاصفة من الجدل مؤخرا, حين ادعي ان المسجد الأقصي المقصود في القرآن الكريم كمكان لرحلة الإسراء والمعراج, ليس هو الموجود حاليا في فلسطين. هذه العواصف التي يثيرها زيدان بين فترة وأخري رغم ما قد تبدو عليه ظاهريا من اجتهادات باحث في التراث قد تصيب وتخطئ, إلا أن توقيتها دائما يطرح علامات استفهام, فزيدان قبل عام2014, كان مدافعا عن تاريخ القدس, مؤكدا عروبة وإسلامية المدينة, اما من منتصف عام2014, وفي أكثر من ندوة ولقاء, بدأ التشكيك في عروبة القدس إذ قدم رواية جديدة ادعي فيها أن القدس المذكورة في القرآن الكريم ليست هي القدس الموجودة في فلسطين اليوم وأن القدس والمسجد الأقصي بنيا في عهد عبد الملك بن مروان ولم يكونا موجودين في عهد الرسول, بل وقدم زيدان تفسيرا جديدا ومبتكرا لرحلة الإسراء والمعراج, ويري أن القدس هي مدينة تقع داخل الأراضي السعودية بالقرب من الطائف, وهذه المزاعم تلتقي مع سعي إسرائيل لتهويد المدينة وهدم المسجد الأقصي وإقامة هيكل سليمان..
لاقت تصريحات الباحث في التراث الدكتور يوسف زيدان التي أنكر فيها رحلتي الإسراء والمعراج وزعم أنه لا وجود للمسجد الأقصي بمكانه القائم فيه حالة رفض من قبل شريحة واسعة من المجتمع. زيدان اشار ايضا الي انه لا وجود للقدس في المسيحية زاعما أن أساس اسم القدس عبراني يرجع لليهود, كما أنكر حدوث رحلتي الإسراء والمعراج, إضافة إلي زعمه أن المسجد الأقصي ليس هو القائم في فلسطين الآن, ولا يمكن أن يكون كذلك, وبالتالي فهو ليس أحد القبلتين.. مما اثارحفيظة مختلف أطياف علماء الدين في مصر. رغم ان زيدان قبل عام2014, كان مدافعا عن تاريخ القدس, مؤكدا عروبة وإسلامية المدينة. جاء ذلك في مقالة القدس( بيت المقدس) الموجود علي موقعة الألكتروني موقع يوسف زيدان للتراث والمخطوطات. حيث ذكر في مقالة نصا: ونعود للقرآن الكريم, فنجد للقدس إشارات لاتحصي.. يقول المفسرون عن قوله تعالي ونجيناه ولوطا إلي الأرض التي باركنا فيها للعالمين هي بيت المقدس.. وقوله تعالي وواعدناكم جانب الطور الأيمن أي بيت المقدس.. وقوله تعالي وجعلنا ابن مريم وأمه آيتين وآويناهما إلي ربوة ذات قرار ومعين يعني بيت المقدس.. وقوله سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي في بيت المقدس.. ولاتنتهي الإشارات القرآنية, ناهيك عن الأحاديث النبوية التي أفاضت في فضل بيت المقدس, وانتهت المقالة بالجملة الأتية: المدينة مالبثت أن عادت إلي حضن الإسلام, وظلت قرونا طويلة في قلب دولة الإسلام.. حتي انتزعها اليهود وأسكنوا فيها الدود المسمي بالمستوطنات.
انتهي ما كتبة الدكتور يوسف زيدان قبل عام.2014
وفي البداية يجب ان نشرح ما هو الهيكل عند اليهود..
فالهيكل هو مكان العبادة المقدس, وطوال الفترة بين عهد النبي موسي إلي عهد النبي سليمان عليهما السلام لم يكن لليهود مكان عبادة مقدس ثابت, وكانت لوحات الوصايا العشر توضع في تابوت أطلق عليه اسم تابوت العهد وخصصت له خيمة عرفت بـخيمة الاجتماع ترحل مع اليهود أينما رحلوا. ولقد بني نبي الله سليمان بناء أطلق عليه اسم الهيكل لوضع التابوت الذي يحتوي علي الوصايا العشر فيه, غير أن هذا البناء تعرض للتدمير علي يد القائد البابلي نبوخذ نصر أثناء غزوه لأورشليم( القدس) عام586 ق.م.
وقد حاولت الحركة الصهيونية منذ القرن التاسع عشر استخراج قصة الهيكل من طيات التاريخ القديم واستغلالها كذريعة لاحتلال فلسطين, في حين أن الحقائق التاريخية تثبت أن اليهود لم يكن لهم كيان سياسي إلا لمدة70 عاما وهي المدة التي تولي فيها نبيا الله داوود وسليمان عليهما السلام الملك في الفترة من سنة1000 ق.م حتي سنة928 ق.م, في حين بقيت فلسطين عربية إسلامية منذ الفتح الإسلامي لها في القرن السابع الميلادي وحتي الآن, ورغم هذا يؤكد المتطرفون من الحركة الصهيونية علي زعمهم بأن مكان الهيكل هو نفسه المكان الذي بني فيه المسجد الأقصي. رغم ان العديد من الأثريين أكدوا أن المسجد الأقصي قد بني قبل ظهور نبي الله سليمان بأكثر من ألف عام وبقي منذ ذلك التاريخ حتي اليوم, كما ورد في المصادر المختلفة إشارات إلي بناء الهيكل وهدمه عدة مرات, لكن لم ترد إشارة واحدة إلي هدم المسجد الأقصي.. مما يؤكد أن مكان الهيكل ليس محل المسجد الأقصي. وبرغم ذلك, فإن اليهود لايزالون يصرون علي أن الهيكل جزء من الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف. لذا ظهرت فكرة اقتسام الحرم القدسي الشريف ولاقت هذه الفكرة تأييدا كبيرا من قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي حتي من غير المتدينين منهم. و لذا قال ديفيد بن جوريون مقولته المشهورة: لا معني لإسرائيل بدون القدس ولا معني للقدس بدون الهيكل, وعليه تسعي أغلب الجماعات اليهودية والطوائف اليهودية وخاصة الصهيونية منها لبناء الهيكل.
حكاية المسجد الاقصي وحائط البراق
واذا أتينا إلي بناء المسجد الأقصي سنجد أن معني( الأقصي) الأبعد والمقصود المسجد الأبعد مقارنة بين مساجد الإسلام الثلاثة أي أنه بعيد عن مكة والمدينة علي الأرجح. وعلي عكس ما يعتقد البعض إن المسجد الأقصي بناه عبد الملك بن مروان- وهو اعتقاد خاطئ حيث أن عبد الملك بن مروان بني( قبة الصخرة) فقط عام66 هـ الموافق685 م وانتهي من بنائها عام72 هـ الموافق691 م. أما المسجد الأقصي فهو قديم, فهو أولي القبلتين, وثاني مسجد وضع في الأرض, بنص الحديث الشريف, والأرجح أن أول من بناه هو آدم عليه السلام, حيث اختط حدوده بعد أربعين سنة من إرسائه قواعد البيت الحرام, بأمر من الله تعالي, دون أن يكون قبلهما كنيس ولا كنيسة ولا هيكل ولا معبد.
وللمسجد الأقصي أربع مآذن وأربعة عشر بابا منها عشرة أبواب مازالت مفتوحة. اما قبة الصخرة فهي المبني المثمن ذو القبة الذهبية و سميت بهذا الإسم نسبة إلي الصخرة المشرفة التي تقع داخل المبني والتي عرج منها النبي صلي الله عليه وسلم إلي السماء علي أرجح الأقوال لأن الصخرة هي أعلي بقعة في المسجد الأقصي. ولقد ارتبطت قدسية المسجد الأقصي بالعقيدة الإسلامية منذ أن كان القبلة الأولي للمسلمين, فهو أولي القبلتين حيث صلي المسلمون إليه في بادئ الأمر نحو سبعة عشر شهرا قبل أن يتحولوا إلي الكعبة ويتخذوها قبلتهم وقد سمي أيضا مسجد القبلتين نسبة إلي ذلك. وتوثقت إسلامية المسجد الأقصي بحادثة الإسراء والمعراج, تلك المعجزة العقائدية التي اختصت برسول الله محمد صلي الله عليه وسلم
و بالنسبة لحائط البراق فقد عرف بهذا الاسم لان النبي محمد( صلي الله عليه وسلم) ربط دابته البراق فيه علي الأرجح يوم إسرائه إلي المسجد الأقصي المبارك. و اعتبارا من النصف الأول من القرن التاسع عشر, بدأ اليهود يزعمون أن حائط البراق, هو البناء المتبقي من معبدهم الخرافي, وأطلقوا عليه اسم حائط المبكي حيث يبكون حزنا علي هيكلهم المزعوم. وأكدت مؤسسة الأقصي لإعمار المقدسات الإسلامية بعد جولة ميدانية وثقتها بالصور الفوتوغرافية للمنطقة الوسطي للجدار الجنوبي للمسجد وجود تشققات خطيرة في الجدار الجنوبي للمسجد الأقصي.
من جانبه اوضح د. علي جمعة, مفتي الجمهورية السابق في اكثر من لقاء تليفزيوني, أن أرقام السور القرآنية ليس لها علاقة بنزولها, بل لها علاقة بتمام السورة, لأنه يمكن وجود سور نزل منها آيات ولم تنته, وتنزل بعدها سور أخري, وهذا أمر عادي, بدون تفسير له أو معرفة للبشر, وأثنين في الكون كله بخلاف الله سبحانه وتعالي يعلمون ترتيب السور,هم سيدنا محمد عليه السلام, وسيدنا جبريل, فيا جماعة الخير وأهل مصر والعالم الإسلامي هذه المشكلة غير موجودة لمن قرأ علوم القرآن, ولفت مفتي الجمهورية السابق, إلي أن المعراج هو صعود رسول الله إلي السماء, والصعود إلي السماء موجود في بعض الثقافات, ويري البعض أن هذه الروايات موجودة, ولكن هذا ضد العقل أن النبي كان أميا ولا يعلم اللغات أو الثقافات, ويوسف زيدان يري أن الناس وضعوها بعد النبي, ولكن هذا لا يصح لأن الإسراء أطلق علي الرحلة كلها, بما فيها المعراج, والإسراء موجود من البيت الحرام إلي المسجد الأقصي في بيت المقدس, ومن بيت المقدس إلي العلو, وموجود بالعودة أيضا وبعض العلماء يقولون إن صلاة الرسول مع الأنبياء كانت عند العودة وليس الذهاب, إذن الرحلة اسمها الإسراء.
واستطرد جمعة قائلا: المعراج سيجعل القرآن معجزا إلي يوم القيامة, نظرا لعدم وجود خط مستقيم في الفضاء كما قالت وكالة ناسا وعلماء الفضاء والفلك.. وكلمة معراج أي يتعرج ولا يسير مستقيما, أي أن هناك معراجا حقيقيا, وحدث فعلا, فمن أين لسيدنا محمد أن يقول تعرج الملائكة؟!.. وهذا لأنه لا يوجد خط مستقيم في الفضاء, بل متعرجات, وكلمة ما كذب الفؤاد ما رأي, كون الله سبحانه وتعالي ليس كمثله شيء ولا تستطيع عين إدراكه, والنصوص كثيرة في ذلك.
وقال الدكتور علي جمعة, مفتي الجمهورية السابق, إنه ليس صحيحا أن كلمة القدس كلمة عبرية كما يقول يوسف زيدان بل هي عربية وتعني الطهر والنزاهة والطيبة والعلو وغيرها, وقد أورد ابن حجر العسقلاني20 لفظة لكلمة القدس. وأضاف جمعة, أن الرسول عليه السلام كان يقول في الصلاة: سبوح قدوس رب الملائكة والروح, وتابع: يوسف زيدان يقول هذا الكلام منذ عامين ولم يكفره أحد.. وأيضا لم يكن هو أول من يقول ذلك فقد سبقه سامر السمرائي وعندما ناقشنا معه ذلك, قال لنا هيك ظبطت, لافتا إلي أن المنهج العلمي لا يعرف مثل هذا بل يستند علي الأدلة والبراهين والحقائق العلمية والدينية.
المخطط الصهيوني
يصر المتطرفون من الحركة الصهيونية علي زعمهم بأن مكان الهيكل هو نفسه المكان الذي بني فيه المسجد الأقصي. رغم ان العديد من الأثريين اكدوا أن المسجد الأقصي قد بني قبل ظهور نبي الله سليمان بأكثر من ألف عام وبقي منذ ذلك التاريخ حتي اليوم, كما ورد في المصادر المختلفة إشارات إلي بناء الهيكل وهدمه عدة مرات, لكن لم ترد إشارة واحدة إلي هدم المسجد الأقصي.. مما يؤكد أن مكان الهيكل ليس محل المسجد الأقصي. و لنا ان نعلم ان مؤتمر الصهيونية الأول في مدينة بازل بسويسرا عام1897 قد تمخض عن مشروع تيودور هرتزل العقل المؤثر في تاريخ الحركة الصهيونية, وهذا المشروع يتلخص في إقامة دولة إسرائيل من النيل علي الفرات خلال مدة زمنية قدرها مائة عام تنتهي في عام.1997 ويستند هذا المشروع علي أوهام توراتية, لكنه استطاع بالفعل أن يري النور من خلال خطوات عشرية أي تتم كل عشر سنوات من أبرزها:1907 م أي بعد عشر سنوات من المؤتمر بدأت عملية تنفيذ مخطط منظم لزيادة الهجرة من دول أوروبا الشرقية إلي أراضي فلسطين.
في1917 م صدر تصريح بلفور الشهير بمنح وطن قومي لليهود في فلسطين الواقعة تحت الانتداب البريطاني, و هلم جر حتي عام1967 حيث بسطت إسرائيل سيطرتها علي القدس وسيناء والجولان. وإذا اتينا الي الاعتداءات الصهيونية علي المسجد الاقصي سنجد ان الكنيست الصهيوني بدأ بإصدار قرار بجعل المسجد الأقصي ملكا عاما لدولة الكيان الصهيوني و استولوا علي الجدار الغربي للمسجد الأقصي حائط البراق وأطلقوا عليه تسمية حائط المبكي كما شرعوا منذ عام1967 و حتي يومنا هذا في إجراء حفريات تحت المسجد الأقصي وساحاته مما ادي الي تصدع بعض الأساسات وتشقق بعض الأبنية والمرافق.
مراحل هدم الأقصي
ورغم أننا لا ننكر حق الدكتور زيدان في البحث والاجتهاد ولا نقول بوجود توافق أو تنسيق بينه وبين مخططات إسرائيل, لكن الثابت حتي الآن أنه تم الانتهاء من عشر مراحل تمهد لهدم الأقصي وإزالته نهائيا في غفلة من زعماء الأمة العربية والإسلامية ولا مبالاة من الهيئات الدولية وتتلخص المراحل العشر كما يلي:
المرحلة الأولي, من أواخر عام1967 و حتي نهاية عام1968 وتميزت بحفر70 مترا أسفل الحائط الجنوبي للمسجد الأقصي خلف المئذنة. المرحلة الثانية: من عام1969 حتي1970 وتميزت بحفر80 مترا من سور المسجد الأقصي, المرحلة الثالثة, من عام1970 و حتي1973 وصلت الحفريات الصهيونية خلالها إلي أسفل المحكمة الشرعية وخمسة أبواب, إضافة إلي أربعة مساجد ومئذنة قايتباي وسوق القطانين. وأدت الحفريات وأعمال التهويد إلي تحويل قسم من المحكمة الإسلامية إلي كنيس, وتصدعت المعالم التاريخية لرباط الكرد والمدرسة الجوهرية. المرحلتان الرابعة والخامسة امتدتا من عام1973 حتي أواخر1975 وشملتا المنطقة الواقعة خلف الحائط الجنوبي الممتد أسفل القسم الشرقي للمسجد, وسور المسجد الأقصي الشرقي بطول80 مترا, كما شملتا الأروقة السفلية للمسجد الأقصي. المرحلة السادسة, بدأت عام1975 م وهدفت إلي إزالة قبور الصحابة وإقامة جزء من المتنـزه الوطني الصهيوني عليها. المرحلة السابعة جاءت تطبيقا لمشروع اللجنة الوزارية الصهيونية لعام1975 القاضي بضم الممتلكات الإسلامية نهائيا إلي حائط البراق( المبكي) واستمرار الحفريات تحت المحكمة الشرعية والمكتبة الخالدية وزاوية أبو مدين الغوث, وقد انهارت كلها إضافة إلي35 بيتا. اما المرحلة الثامنة فتعتبر المرحلة التي انطلقت مع بدايات الثمانينيات تحت شعار كشف مدافن ملوك إسرائيل من أخطر الحفريات التي طالت المسجد الأقصي. ثم كانت المرحلة التاسعة التي بدأ تنفيذها عام1981 وفيها بدأ الحفر باتجاه المسجد الأقصي الشريف في الجانب الأسفل في منطقة المطهرة بين بابي السلسلة والقطانين مخترقا باب المغاربة.. و اخيرا المرحلة العاشرة حيث توجت بافتتاح جزء من نفق الحشمونائيم عشية عيد الغفران اليهودي عام1996 و بطول250 مترا. ونقولها بصراحة إننا لا نستبعد أن ما تسعي اليه المؤسسة الإسرائيلية هو خلخلة بناء المسجد الأقصي وإضعاف قوته في مضمار سيناريوهات طرحت أكثر من مرة بإمكانية وقوع إنهيارات في المسجد الأقصي أو أجزاء منه في مضمار الخطوات المتدرجة لبناء الهيكل الثالث المزعوم علي حساب المسجد الأقصي المبارك.
رأي علماء الأزهر
من جانبهم انتفض علماء الأزهر الشريف وقالوا إن من ينكر الإسراء والمعراج يكون خارجا من ملة الإسلام لأنه أنكر معلوم من الدين بالضرورة, موضحين أن من ينكر الاسراء فهو خارج من ملة الإسلام, أما من ينكر المعراج فهو فاسق.
وقد أوضح الدكتور محمود مهني, عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر, أن الله سبحانه وتعالي قال في كتابه سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير, واشار الله عز وجل إلي المعراج في قوله تعالي: ثم دنا فتدلي فكان قاب قوسين أو أدني. وقد سئل النبي صلي الله عليه وسلم عن رؤية الله عز وجل, فقال رأيت ربي بفؤادي. وأشار إلي أن المسجد الأقصي ثابت بالقرآن, ومن ينكر وجود المسجد الأقصي بالإسلام فقد أنكر معلوما من الدين بالضرورة.
وأوضح أن الصحيح الثابت في الإسلام أن النبي أسري به من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي ثم عرج به إلي السموات العلي, وكل ذلك ثابت في البخاري وغيره ونحن نقول لكل جاهل إذا أردت أن تعلم أحكام الدين فإن للدين رجاله فعليك أن تسأل, اما عن كون المسجد الاقصي ليس في فلسطين فهذا هراء لا يرد عليه ولا يعبـأ به.
وفي هذا السياق, وقال عبدالعزيز النجار, عضو المجمع الإسلامي, أن التشكيك في التعاليم والمباديء المتعارف عليها, والتي ذكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أمر مرفوض, معلنا رفضه لتصريحات يوسف زيدان الذي شكك فيها في الاسراء والمعراج.
وتابع النجار, أن الله تعالي أكرم نبيه صلي الله عليه وسلم برحلة لم يسبق لبشر أن قام بها, وقد كانت انطلاقتها من المسجد الحرام في مكة المكرمة, وأول محطة لها في المسجد الأقصي ببيت المقدس, بينما كانت آخر محطاتها سدرة المنتهي فوق السموات السبع وتحت العرش, حيث عرج بالنبي عليه السلام إلي عوالم السماء, حيث شاهد ما لا يمكن لبشر أن يراه إلا عن طريق العون الإلهي.
وعن القدس, فقد أنكر النجار, تصريحات زيدان بخصوص المسجد الأقصي بأنه ليس القائم في فلسطين الآن, ولا يمكن أن يكون كذلك, وليس أحد القبلتين, لافتا إلي أن القرآن قد خصه بالذكر ورفع منزلته, حين جعله ربنا سبحانه وتعالي مسري عبده وحبيبه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم, حيث قال جل شأنه: سبحان الذي أسري بعبده ليلامن المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله, مشيرا إلي أنه أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

تعليقات

المشاركات الشائعة