احذرى.. السمنة والنحافة عند الولادة


المصدر الاهرام

عزيزتى المرأة، احذرى النحافة الشديدة والسمنة المفرطة حتى لا تصابى بعسر الولادة إذا كنت حاملا أو تستعدين لاستقبال حادث سعيد، هكذا ينصحك الأطباء فى مختلف المؤتمرات الطبية لأمراض النساء والتوليد فى شتى أنحاء العالم.. ذلك أن المرأة شديدة النحافة تكون عظام الحوض لديها غير مؤهلة لاستقبال الجنين ووضعه الطبيعى مما يسبب مشكلات كثيرة عند الولادة..وكذلك المرأة شديدة السمنة يجب أن تراعى وزنها عند الحمل والولادة، إذ ينصح أطباء النساء ألا يزيد وزنك عند الحمل عن 12 كيلو جراما على الوزن الأصلى، لأن أى زيادة تسبب وجود دهون كثيرة حول الرحم ربما تعوق عملية الحمل من البداية أو تجعل الولادة عسرة.
ويؤكد د. أحمد التاجى أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة الأزهر أن مقاييس جسم المرأة تلعب دورا مهما فى سهولة عملية الولادة ووضع الجنين، والمفترض أن هذا الأمر يكون معروفا ومحسوبا منذ بدايات الحمل من خلال الفحوصات أثناء فترة متابعة الحمل، حتى يكون هناك استعداد من جانب الأم والطبيب.
ويلاحظ فى الفترة الأخيرة أنه مع حرص كثير من السيدات على عمل ريجيم قاس وعنيف خوفاً من السمنة، فإنهن لا يدرين أن النحافة الشديدة يمكن أن تؤدى إلى مشكلات كبيرة فى الرحم بسبب ضيق مقاييس الحوض، وهو ما يعنى مشكلة كبيرة، خاصة مع الأخذ فى الاعتبار ملاحظة زيادة حجم المواليد فى أحيان كثيرة مما يسبب صعوبة كبيرة فى استخراج هذا الجنين فى ولادة طبيعية.
وكذلك السمنة المفرطة تسبب تكيس الدهون على الرحم وفى كل الأحوال تتعرض مثل هؤلاء النساء لمشكلات ما بعد الولادة، وعموماً فمن الأفضل أن تتفادى المرأة هذه الأسباب بالحفاظ على الوزن الطبيعى ومراعاة عدم حدوث زيادة أكثر من 12 كيلو عن الوزن الأصلى للجسم قبل الحمل.
ويضيف: ومن أجل ولادة سهلة لابد أن ترجع نساؤنا إلى ما كانت تفعله أمهاتنا فى الماضى، فكن يذهبن للعمل فى الحقل مع الزوج، ويمارسن أعمال المنزل من دون تكنولوجيا هذه الأيام، ويقمن بدورهن الطبيعى فى رعاية الأسرة، ثم تأتى لحظة الولادة فتلد المرأة ولادة طبيعية سهلة، وبعدها بساعات تقوم فى حالة جيدة تمارس حياتها بشكل طبيعى. وهذا ليس أمرا غريبا بفضل الرياضة المتمثلة فى الحركة والعمل الدءوب والمجهود البدنى الذى تبذله يومياً مما يؤدى إلى تيسير الولادة لأن عضلات الجسم كلها فى حالة صحية.
أما عن أسباب اللجوء للولادة القيصرية وكذلك موعدها المناسب فيقول د. التاجي أستاذ النساء والتوليد: عندما تتعذر الولادة الطبيعية يجب ألا نضيع الوقت كثيراً فى الإصرار عليها، خاصة لو تجاوزت فترة الحمل أسبوعاً بعد الموعد الطبيعى، كما أن هناك ظواهر جديدة لم تكن موجودة من قبل مثل ارتفاع سن الزواج، وكذلك انتشار ظاهرة تأخر الحمل لدى المتزوجين حديثا لأسباب كثيرة، وأيضا اختلاف مقاييس الحوض.. فأمام كل هذه المستجدات، تصبح الولادة القيصرية هى الأفضل من استخدام الجفت والشفاط فى حالات الولادة الطبيعية المتعسرة والتى قد تؤدى لمضاعفات خطيرة على الجنين والأم.
وأخيرا.. فمن الأفضل أن تتابع الأم حملها من البداية وتقوم بعمل الموجات فوق الصوتية لحجم ووزن الجنين، وفحص الأم ومعرفة مدى اتساع الحوض، وبالتالى تحديد ظروف الحالة، لأن لكل ولادة ظروفها المختلفة، ولا يشترط أن كل حامل ولدت قيصريا فى المرة الأولى أن تلد دائما قيصريا فى المرات التالية، ولكن التقدم المذهل فى الجراحات القيصرية، والرغبة فى الولادة تحت تأثير المخدر، وكذلك التقدم فى عمليات تجميل البطن بعد القيصرية، فلم تعد القيصرية مخيفة ومزعجة كما كانت فى الماضى، وهو ما أصبح مشجعا للنساء على تفضيلها حتى لو كانت ظروفهن مناسبة للولادة الطبيعية.


تعليقات

المشاركات الشائعة