الاهرام : البكاء مكلف فى اليابان

أعلنت إدارة فندق Mitsui Garden Yotsuya فى طوكيو باليابان عن توفر غرف خصيصا للنساء يمكنهن البكاء فيها، وقد تم الترويج لها فى بيان صحفى فى أوائل هذا الشهر موضحة أنها محاولة لمساعدة النساء على التخلص من التوتر والتغلب على المشاكل العاطفية التى يمكن أن يتعرضن لها.
تم تصميم هذه الغرف للسماح للنزيلات بالبكاء بحرارة فى مكان مريح، ومزودة بأفخر وأنعم أنواع المناديل الورقية، والتى يمكنهن استخدامها  لتجفيف دموعهن بلطف، وتجنب  العيون المنتفخة فى صباح اليوم التالى، بالإضافة إلى مزيل ماكياج وقناع العين بالبخار، ويمكنهن كذلك الاختيار من بين مجموعة مختارة من الكتب والمسلسلات أو الأفلام الحزينة والتى تلاقى إقبالا من الجنس اللطيف لمساعدتهن على البكاء بحرارة مثل الفيلم الشهير فورست غامب.ويبلغ ثمن الليلة فى هذا الفندق عشرة آلاف ين يابانى(حوالى 55 جنيه استرلينى أو 38 دولارا ) ضمن عرض خاص يقدمه الفندق ويستمر حتى 13 أغسطس 2015، على أن تكون الإقامة فى غرفة فردية متوسطة الدرجة. جدير بالذكر أن الفنادق اليابانية معروفة بأفكارها وأنماطها الغريبة  سواء فى الغرف الفندقية متناهية الصغر ورخيصة الثمن أو فى الفنادق الفاخرة، وآخر هذه الإبداعات فندق قائم على فكرة «غودزيلا» والذى تم افتتحه فى طوكيو الشهر الماضى.



رغم أن فكرة هذه الغرف غريبة وطريقة جديدة لجذب النزلاء إلا أن البعض يرى أنها تقدم فائدة حقيقية لأهميتها  فى إفراغ الشحنة السلبية لدى كثير من النساء، فى حين يرى البعض الآخر أنها فكرة تدعو للحزن والاستسلام. وقد لاقى هذا الخبر تعليقات كثيرة من السيدات:

« لماذا أدفع كل هذا المبلغ فى حين يمكننى البكاء بالمجان فى منزلى أو سيارتى»

« هذا العالم يثير الجنون، أدعو كل النساء للبكاء فى منزلى مجانا «

« تعجبنى هذه الفكرة لأن وقت الليل هو الأسوأ، وأحيانا لا أرغب فى البكاء أمام أطفالى».

« لا داعى للاستغراب، فأنا أشعر بتحسن كبير بعد البكاء بحرارة وعلى انفراد»  

دكتورة مروى المسيرى أستاذ الطب النفسى المساعد بطب عين شمس ترى أن الفكرة غريبة على الرغم من أن  مبادئ الصحة النفسية تقوم على التعبير عن مشاعرنا سواء كانت حزنا أو فرحا أو قلقا أو غضب، كما تقوم أيضا على مبدأ المساندة من المحيطين لذلك لابد من وجود رابطة اجتماعية حولنا بدءا من الأهل والأصدقاء ثم المجتمع ككل، وإذا لم تتوفر لنا هذه المساندة من المحيطين يمكن تفريغ المشاعر السلبية  بطريقة إيجابية من خلال الورقة والقلم أو الدعاء مع الله لأن عدم تفريغها يترك آثار سلبية على الشخص مثل القلق والاكتئاب.

كما ترفض الاستسلام  للبكاء فقط، فمن المهم الخروج من هذه الحالة من خلال التغيير فى حياتنا وعمل شئ يفرحنا مثل «خروجة» مع شخص نحبه أو سفر، أو الاهتمام بالذات أى «ادلع نفسى» فيمكن شراء ملابس جديدة أو تغيير فى الشكل الخارجى ثم يأتى بعد ذلك الاهتمام بالآخرين لأن العطاء يدخل البهجة والسعادة على النفس. أخيرا تؤكد د.مروى على أهمية تعلم مهارات حل المشكلة، وهنا نفرق بين نوعين من المشاكل: الأول لا نستطيع حلها وبالتالى تتطلب مهارة التكيف مثل فقدان شخص عزيز، أما الثانيه ويمكن حلها وتتطلب منا تعلم التفكير بطريقة متوازنة كى لا نستمر فى حالة القلق والضيق.    



المصدر الاهرام


تعليقات

المشاركات الشائعة