كيف تقضين وقت فراغك؟


الأهرام - أخبار حواء - وقت الفراغ

سؤال موجه لكل سيدة ولكن قبل الإجابة.. اقرأى السطور القادمة.. بدأت مريم عثمان مستشار أسرى وتربوى بحديث شريف " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ"، والغبن أن تبيع شيئا ثمينا بثمن بخس،
 وقد حثتنا جميع الأديان السماوية على تنظيم أوقاتنا والاستفادة منها، فنحن نعيش هذه الحياة لتحقيق أهدافنا وإذا لم يكن لدينا حلم أو هدف أو نظام أو خطة نسعى لتحقيقها فلن نعيش الحياة التى نتمناها لذلك فإن أهم مرحلة عند كتابة أهدافك وأحلامك هى البدء بنفسك أولا، فإدارة الوقت هى الطريق السريع للنجاح ووقت فراغك هو المساحة المتاحة لك لتطوير ما تفضلينه وترتيب أولوياتك، فالارتقاء بالنفس، وإقامة علاقات ناجحة، والاهتمام بشئون المنزل، وممارسة هواياتك والاستفادة منها، والتربية الصالحة لأولادك، والاستجمام والراحة، وإدارة الوقت، كلها تعتبر أهداف نسعى لتحقيقها وبالتالى فحياتنا كلها عبارة عن مجموعة من الأحلام والأهداف التى نتمنى تحقيقها والفرصة المتوفرة لدينا لتحقيق ذلك هو وقت الفراغ. والمكاسب التى ستعود عليك من استثمار ذلك الوقت لا تعد ولاتحصى، وأولها هو زيادة ثقتك بنفسك نتيجة لإنجازاتك، وشعورك بالتميز، والتطوير، والطاقة، والحيوية، والاحساس بالراحة النفسية والهدوء مما يؤدى للاستمتاع بالحياة بطريقة أفضل.
قد يستهين كثير منا بهذا الوقت فنجد أنفسنا نقضى ساعات طويلة بلا إنجاز مفيد بل نبدد هذه الساعات الطويلة فى متابعة المسلسلات والأفلام الواحد تلو الآخر أو النوم لساعات طويلة أوالتواجد المستمر فى مواقع التواصل الاجتماعى، والاهتمام بشئون الآخرين، والتطفل على حياتهم وعقد مقارنات مما يتسبب فى زيادة الشكوى والغيرة بل وتكون أحيانا السبب الرئيسى فى الخلافات العائلية والزوجية التى تصل فى كثير من الأحيان إلى المشاجرات أو حتى الطلاق.
ووقت الفراغ  نعمة كبيرة يتمتع بها البعض ويتمناها آخرون، فهناك من يواصل الليل بالنهار لكسب الرزق، والمريض الذى يطوف البلاد بحثا عن علاج، والزوجة أو الأم التى تعمل بالنهار وتهتم بأفراد عائلتها وغذائهم وراحتهم بالليل وغيرها من الظروف التى تحيط بنا وتجبرنا على التواجد خارج المنزل لأوقات طويلة أو انشغالنا بأمور حياتنا اليومية داخل المنزل .
لذلك تنصح مريم كل امرأة  أن تستثمر وقتها بشكل مفيد لكل من روحها وجسدها وعقلها حتى لا تتحول هذه النعمة إلى نقمة تضرها ومن حولها، مع ضرورة الترفيه أيضا والتواصل مع أصدقائها ومشاهدة ما تحبه لأن النفس تسأم بطول الجد، والمقصود هو تنظيم وتقسيم الوقت بين المرح والجد والاهتمام بالإنجازات التى ستزيد من ثقتها بنفسها وتحقيق أحلامها.
دليل عملى للاستفادة بوقتك
- الاهتمام بالصحة النفسية بممارسة الهوايات  وتطوير المهارات، فكل منا لديه هواية يحبها ويتميز فيها عن غيره ولكن لا يجد الوقت الكافى لممارستها وتطويرها والاستمتاع بها على الرغم من أن ذلك يترك أثرا إيجابيا فى شخصيتك ويفتح لها مجالات كثيرة على المستوى الشخصى والعملى، ولا داعى لشراء أشياء جديدة إلا عند الضرورة، فكلما زادت قدرتك على الابداع كلما شعرت بسعادة غارمة لأنك أوجدت شيئا جديدا مما هو متوفر لديك.
-  الرسم والنحت وأشغال الإبر وكل الفنون اليدوية تفرغ كثيرا من طاقتك السلبية وتدخل عليك البهجة والسرورخاصة بعد اكتمال صورتها النهائية كما إنها تعطيك الإحساس بالإيجابية الشديدة لإنجازك عمل فنى متكامل لأننا نسعد بما نصنعه بأيدينا ونبذل فيه كثيرا من الوقت والجهد.
-   العزف على الآلات الموسيقية،  وكلما زادت مدة التدريب والممارسة كلما استمتعت بما تعزفينه وزادت قدرتك على تأليف مقطوعات خاصة بك، وقد يساعدك على ذلك توافر الكثير من الكتب والبرامج المجانية على الإنترنت لمساعدتك على التطوير والإبداع.
- إعادة تصميم ديكور منزلك واستعمال بعض المواد الحديثة والمبتكرة لتزيين الحوائط والأثاث أو إضافة أشكال وألوان جديدة تضيف الدفء والراحة للمنزل لأن التغيير مطلوب وستشعرين معه بإحساس رائع خاصة إنك تقضين فيه معظم وقتك.
- تعلم لغة جديدة: فإذا كانت لديك موهبة التحدث بأكثر من لغة، فإن إضافة لغة جديدة سيزيدك خبرة بثقافات وحضارات مختلفة وستساعدين كل من حولك بما تعلمتى، وإذا لم يكن لديك الوقت أو الإمكانية للذهاب إلى دورات تعلم اللغة فيمكنك متابعة الأفلام أو الأغانى الغربية كما أو المقالات على الإنترنت كما تتوفر دروس مجانية على مواقع كثيرة.
- الكتابة وهى أقل الهوايات تكلفة وأكثرها أهمية، فهى بناء للأفكار على الورق، وتساعدك على تفريغ مشاعرك مما يجعلك أكثر وضوحا وتنظيما لأهدافك، كما تساعد على تقوية الذاكرة، وتقلل من الضغط اليومى للحياة حيث تجعلك تهتمين بالأمور الصغيرة التى كنت دوما تتجاهلينها لانشغالك بأمور أخرى. ابدئى بكتابة احتياجاتك اليومية ثم الأعمال التى تريدين القيام بها ثم أحلامك وأهدافك كما يمكنك كتابة مذكراتك اليومية أوقصص قصيرة أحببتها أو مواقف تعرضت لها، وقد تكتشفين يوما أن لديك موهبة حقيقية. تجدى إجابة
- القراءة وهى من أهم المهارات المكتسبة وأكثرها إفادة لأن الكتاب خير صديق، وتمرين للعقل يؤثر إيجابيا فى الحماية  من الزهايمر والاكتئاب والتوتر وغيرها من الأمراض النفسية التى تؤثر على حالتك الجسمانية، وهى أيضا أداة ترفيهية وتثقيفية تزيد قدرتك على التركيز واكتساب الأفكار البناءة وجمع المعلومات وقدرتك على النقاش مع الآخرين من خلال توسيع مداركك.
الاهتمام بالصحة الجسدية من خلال:
-  تخصيص وقت متابعة شئ مفيد لصحتك الجسدية كالكتب والمراجع المتخصصة فى النظم الغذائية ويمكنك أيضا إعداد الوجبات الصحية والشهية التى تساعد على إنقاص وزنك والحفاظ على قوام رشيق.
 -  الرياضة (داخل المنزل أوخارجه)، فالكل يعلم فوائد الرياضة ومن أهمها تنشيط الدورة الدموية والتخلص من الطاقة السلبية والحفاظ على قوام ممشوق، ويفضل أن تكون خارج المنزل لاستنشاق الهواء الطبيعى ولكن إن لم تجدى الوقت الكافى فيمكنك ممارستها داخل المنزل إذا توفرت لك الأجهزة اللازمة أو بمتابعة البرامج المتخصصة على الإنترنت أو التليفزيون.
- إذا كنت من هواة الطبيعة فيمكنك ممارسة هواية التصويرالتى تحفزك على معرفة الأماكن الطبيعية الخلابة وتأملها مما يمنحك السعادة والراحة النفسية.
-  إذا كنت أما فخصصى لأولادك ولو ساعة يوميا لتنمية مهاراتهم وغرس القيم وتعزيز الأفكار الإيجابية عن طريق الألعاب ورواية القصص، كل ذلك يفيدهم ولكن يجدد نشاطك ويسترجع شبابك معهم.
- خصصى وقتا لزيارة الأهل والأصدقاء، فصلة الرحم والتواصل مع الأصدقاء القدماء والجدد تشعرك بالحب والأمان.
-   القيام بالأعمال الخيرية، وبذلك سيتغير منظورك للحياة تماما وسوف تدركين النعم التى تتمتعين بها.
وفى النهاية نقول لكل امرأة " لك مطلق الحرية فى الاستمتاع بحياتك من خلال ماسبق أو الاستمرار فى إهدار وقتك بدون عمل أو إنجاز مفيد لك ولأسرتك"

تعليقات

المشاركات الشائعة