"شم النسيم" الفيلم الوحيد عن الربيع


الاخبار - اخبار مصر- أخبار الفن


اليوم ومع الساعات الأولى من الصباح يعزف الربيع أجمل ألحانه.. ومن كل بيت وفى كل شارع تترامي إلى أذانك صوته فرحاً بعودته، وعلى الرغم من أن عبدالوهاب أكثر من غنى للربيع، وصالح عبدالحى هو أول من قدم طقطوقة «ليه يا بنفسج، بِتِبهِج، وأنت زهر حزين والعين تتابعك، وطبعك، محتشم ورزين»، إلا أن الربيع قد انحاز لـ «حليم» و«فريد»، فالأول ترتبط حفلاته باسمه والثانى يعلن قدومه عندما يغنى فريد «الربيع» ولا يمكن أن يأتي فصل الربيع ونستقبل شم النسيم من كل سنة من دون أن نتذكر الأغنية التي توزع أكثر من 20 ألف ألبوم سنوياً بشهادة صوت القاهرة.

والطريف أن كل أغانى الربيع كانت فى أفلام، إلى جانب أن أغنية «الربيع» لفريد الأطرش عرضت في البداية على أم كلثوم ورفضتها لعدم اقتناعها بها، ولكنها أصبحت أشهر وأهم أغاني هذه المناسبة.. ومع التنافس الشديد بين «فريد» و«حليم»، إلا أن عبدالحليم أظهر إعجابه الشديد بأغنية فريد الأطرش «الربيع»، مؤكداً أنها من أفضل الأغاني لتلك المناسبة، فعندما سأله المذيع طارق حبيب في برنامج «أوتوجراف»: تحب تغني إيه؟.. قال حليم: «أحب أغني الربيع لفريد الأطرش».. ويقال إن حليم فكر في تقديم الأغاني التي تصلح لشم النسيم.. وربما لذلك غنى «جمال الورد» و«نسيم الفجرية».. أما الفيلم الوحيد عن شم النسيم والربيع فكان للمخرج الإيطالي فرينتشو بعنوان «شم النسيم» عام 1952 كتبه الفنان سيد بدير وشارك في تمثيله أكثر من 30 ممثلاً وممثلة منهم: الفنانة سميرة أحمد، والفنان محمود شكوكو، وحسن فايق، وكيتى، وقد تم تصوير أحداث الفيلم كاملاً بين الحدائق والمتنزهات والمراكب النيلية.. وهو مجموعة من الاسكتشات لا يربط بينها سوى الاحتفال بشم النسيم.. وفى عام 1936 قدمت أم كلثوم فيلم «وداد» إخراج فرتز كرامب، وغنت أم كلثوم أنشودة «الربيع» من كلمات الشاعر أحمد رامي، وألحان رياض السنباطى، وتقول الأغنية: «حيوا الربيع عيد الزهور عيد التهاني والسرور الطير في أفنانه ترنما وأعلنا قرب الهنا الزهر في أفنانه تبسما لما دنا يوم المني حيوا الربيع.. هيا علي ظهر الجياد وتسابقوا إلي العلا تلاحقوا هيا إلي نيل المراد تضامنوا تساندوا وتعاونوا حيوا الربيع».
وكان للموسيقار محمد عبدالوهاب أكثر من أغنية  للربيع فى أفلامه، فقد غني في فيلمه الأول «الوردة البيضا» للورد، وفى عام 1935 قدم فيلم «دموع الحب» به أغنية «آدي النسيم يشكى غرامه.. والغصن يسمع منه يسيل والطير يغنى وكلامه.. يخللى دمع الزهر يميل»، وفي فيلم «يوم سعيد» غنى «يا ورد من يشتريك»، وأغنية «هليت يا ربيع هل هلالك.. متعت الدنيا بجمالك»، وفى فيلم «ممنوع الحب» عام 1942 مع المخرج محمد كريم.
وغنت الفنانة نجاة على في هذا الفيلم «أسمع حفيف الغصون.. تبكى بدمع الغمام.. لما شجاها النسيم.. باحت بسر الغرام».. وشدت ليلى مراد فى فيلم «ليلى»، إخراج توجو مزراحى، «مين يشترى الورد منى»، وفي فيلم «ليلى في الظلام»، عام 1944 ركز المخرج توجو مزراحى على المناسبة التي يحتفلون بها فى بداية الفيلم وهى شم النسيم.. أما فريد الأطرش فقدم أغنيته الشهيرة «الربيع» فى فيلمه «عفريتة هانم» عام 1949، وبعد ذلك قام فريد الأطرش بتقديمها على خشبة المسرح وسط الجمهور في الاحتفال الذي أقيم بمناسبة شم النسيم بعد عرض الفيلم في السينما مباشرة، وحضرها عدد كبير من الجماهير وهو ما حقق لها هذا النجاح حتى الآن.. وأغنية محمد فوزى «استعراض الزهور» من فيلم «بنات حواء» بطولة مديحة يسرى وإسماعيل ياسين وزينات صدقى.. وفي عام 1974 قدمت سعاد حسني، أغنيتها الشهيرة «الدنيا ربيع» ضمن فيلم «أميرة حبي أنا»، وكتبها صلاح جاهين.
على الجانب الآخر شهدت حفلات «عيد الربيع» بين فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ حروباً في كواليسها وفوق مسارحها.. ترددت الشائعات حول وجود خلافات كبيرة بين الفنانين عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وجاء ذلك، عندما عرضت حفلتان فى توقيت واحد فى سابقة لم تحدث من قبل، فى ليلة الأحد 26 أبريل عام 1970، وكان سبب الخلاف هو أن «فريد» غادر مصر واستقر فى بيروت منذ 1966 وطيلة غيابه انفرد «عبدالحليم» بإحياء ليلة عيد شم النسيم التى احتكر «فريد» الغناء فيها طوال 25 سنة حيث اعتاد، وفجأة عاد «فريد» إلى القاهرة ليغنى فى ليلة شم النسيم بعد غياب طويل؛ بينما يرى «حليم» أن إحياءه حفل  الربيع حق مكتسب.
وكانت تلك الحفلة التي شارك فيها أيضاً فهد بلان وسعاد محمد هي آخر حفلات فريد الأطرش في شم النسيم، وليلتها قدم عزفاً منفرداً على العود، ثم غنى أغنيته الشهيرة «الربيع» ولا يزال التليفزيون يحتفظ بتسجيل لهذه الحفلة إلى الآن، وجاءت بعد رحلة طويلة مع المرض عاشها «فريد» في لبنان، أما «حليم» فكانت حفلته في جامعة القاهرة، واستعان فريد بفرقة صلاح عرام التي كانت تغني مع رشدي وطعمها بعدد من الموسيقيين الكبار مثل أحمد الحفناوي.. في حين كانت الفرقة الماسية بقيادة المايسترو أحمد فؤاد حسن هي التي رافقت «حليم» في حفلته الغنائية.
ومن المعروف أن جمال عبدالناصر تدخل فى هذا الأمر، وأمر أن يذيع التليفزيون والبرنامج العام حفلة «فريد»، ويسجل التليفزيون حفلة «عبدالحليم» وتذيعها إذاعة صوت العرب على الهواء ثم تذاع حفلته فى التليفزيون فى اليوم التالى، وتقبل كل من الفنانين هذا الأمر، وفى صباح يوم حفلة شم النسيم، منح الرئيس جمال عبدالناصر، فريد الأطرش قلادة النيل، وغنى في تلك الليلة كما لم يغن في حياته شذى بـ «الربيع» و«سنة وسنتين» التي اختزل فيها كل أشجانه تجاه مصر.
أما «قارئة الفنجان» فهى آخر ما غنى «حليم»، وكانت في حفلة شم النسيم يوم الأحد 25 أبريل 1976 من كلمات نزار قباني وألحان محمد الموجي.



المصدر الوفد



================


اقرأ أيضا 


أخبار المرأة 
======






فن
===


شم النسيم










تعليقات

المشاركات الشائعة