علاء الغطريفي يكتب : "المصرى أفندى" فى بلاد "كيم كاردشيان"

لم أجد هناك سوى نقاء الطبيعة وسحر الشرق وعمق التقديس وسيادة الإصرار وقناعة المثابرة، ولو بُعثت شخصية «المصرى أفندى» من صفحات «روز اليوسف» للذهاب إلى موطن صانعها «صاروخان» لقال كثيراً عن الدهشة التى قد تختلط بمبالغة مصرية دفعتها إلينا نواقص حضارية من النظافة حتى العبث بالبيئة وانحطاط السلوكيات، فكهوف المقارنات جاهزة للظهور عندما ترى الجمال سواء فى شارع أو على سفح جبل أو على قمة خضراء، ترى العالم فيها نقياً يوحد ويمجد اسم الخالق عز وجل، «المصرى أفندى» فى «يريفان» و«اتمشيازدين» و«سيفان» تطارده الطبيعة وتمسح كثيراً مما علق فى ذاته من ضجيج القاهرة وصخبها وغياب قيم التناسق ومبادئ التنظيم، حتى وإن تصبر بشاطئ على ساحل أو مزارع جرحها الأسمنت، فـ«البكر» تكسب دائماً لأن الحياة لم تنل منها شيئاً ولم يعاندها الإنسان بطمع أو جشع، يرفع «المصرى أفندى» طربوشه تحية لما رأى فى «أرمينيا» حتى لو صادف بعضاً من إسراف فى التعبير عن مظلومية فى مسألة تاريخية أعتقد أن ما يهمنا فيها الجانب الإنسانى، أى الضحايا أياً كان عددهم، ومن هنا ينبغى التبجيل والتقدير لقناعة الوجود الأرمينية التى شكلوا حاضرهم ومستقبلهم عليها «إبادة الأرمن» على يد الأتراك عام 1915 وما تلاها، فإذا رأيت مثابرة مثلها فعليك أن تقتنع أن الحقوق لا تضيع إذا كانت وراءها قناعة راسخة وجهد لا يفتر وذكاء فى التناول ورغبة فى الإنجاز. ومن «يريفان» العاصمة وقلاع التدين المسيحى ومن بلاد «كيم كاردشيان وصافينار» ومن موطن «الصلبان الحجرية» و«الخبز الشرقى» وأرض «النبيذ» نكتب عن أيام ستة فى وطن أسكنته الجغرافيا فى بقعة صارت ممراً للغزاة والصراع والتنافس بين القوى الكبرى فى الماضى والحاضر.
صورة للسلطان عبدالحميد الثانى فى متحف الإبادة
«الإبادة».. مركز الوجود
لا تستطيع أن تغالب مشاعرك وأنت فى متحف الإبادة الأرمينية عند رؤية صور مقابر جماعية أو جثث متناثرة على الأرض أو وجوه أطفال ونساء بائسة عانت من ويلات الاستهداف التركى وقت الحرب العالمية الأولى، فمع الكراهية والغضب والعنف يحدث أى شىء يتنافى مع قيمة الحياة وحرمة إزهاق الأرواح والتسامح، فهنا يسود القتل والتنكيل والبربرية، تقف كثيراً أمام أغلفة صحف غربية تضع صوراً مرسومة تشوه الأتراك فى الأصل عن جندى يذبح طفلاً أرمينياً فى مشاهد قاسية لا تخلو من تاريخ العداء بين العثمانيين والأوروبيين على خلفية صراع دام قروناً.
مصر لم تشارك فى الفعاليات رغم مشاركة الإمارات والعراق.. وأداء السفير صورة عن تراجع المؤسسات
السلطان العثمانى «عبدالحميد الثانى» فى رسم كاريكاتيرى داخل المتحف، يداه مخضبتان بالدماء وأمامه رؤوس مقطوعة لأطفال ونساء أرمن، وفى رسم آخر يمسك سيفاً يخترق ثوباً لطفلة أرمينية تلطخ بالدماء، وفى ثالث يجلس على جثة أرمينية يحتضن معها الهلال «رمز الدولة التركية»، كلها مشاهد عن الإصرار السائد فى النفس الأرمينية لانتزاع اعتراف العالم بما سموه «الإبادة» والذى ترجمه عشرات الآلاف فى «يريفان» الأسبوع الماضى فى مسيرة بالورود تجمّع فيها الأرمن من كافة أنحاء العالم ليصنعوا صورة للذكرى بمرور 100 عام على الواقعة التى وضعوها فى مركز حياتهم ومستقبلهم، فالوردة البنفسجية رمز المذبحة ليس شعاراً، بل هى جزء من حياة الأرمينى لا يكفيه أن يضعها على حائط أو على لوحة إعلانية أو على ملابسه، أو رسماً على قمة جبلية، الزهرة واقع ومستقبل بنته النفس الأرمينية على الماضى، فذكر المذابح لا يخلو من التاريخ وسواء سبقت 1915 أو ما بعدها فإنها بمثابة «هولوكست»، حسب وصفهم، تأثراً باليهود الذين صنعوا شيئاً رسخوه فى أذهان العالم وجنوا من ورائه مكاسب ستظل أبدية، حتى الفيلم الذى افتتح به المنتدى العالمى للإبادة الأرمينية بُنى على أن مآسى الإنسانية -على رأسها «الهولوكست»- لا بد ألا تتكرر لأنها كانت عاراً على البشرية.
اليقين الأرمينى أمام النصب التذكارى للإبادة مع أجواء ممطرة وشعور جمعى بالوحدة نحو هدف إنسانى بدا صورة مخملية عن التشارك الإنسانى والتماهى وراء قضية، والاستعداد للفناء من أجلها، ذكرنى بما قد يفعله الفلسطينيون إذا ما رأوا قضيتهم مثلما يفعل الأرمن، فمن فى الداخل مثل من فى الشتات يحيون ويموتون على قضيتهم، ولذلك فإذا نظرت إلى ثنائية «أبومازن ومشعل» لا بد أن تشعر بالخزى رغم يقينك -استهداءً بالأرمن- أن القضايا لا تموت حتى وإن صادفها واقع غير ملائم.
مصريون أرمن خلال الاحتفال بالذكرى المئوية للإبادة فى طريقهم للنصب التذكارى فى «يريفان»
نشارك ولا نشارك..!!
لم تغب السجالات المصرية التركية عن أجواء الذكرى الـ100 للإبادة الأرمينية، ففى المشاركة فى الفعاليات رسالة إلى الأتراك بأن مصر قادرة على المناورة على صُعد متعددة فى ظل الخلاف العلنى على أرضية التأييد الأردوغانى للإخوان المسلمين، لكن لم تدفع الدولة بأى مشاركة رسمية، رغم حضور البابا تواضروس، رمز الكنيسة المصرية، لفعاليات الذكرى، ودفع ذلك المشاركين، خاصة من الأكاديميين المصريين، بإعلان أنهم لا يمثلون سوى أنفسهم مع تكرار ممل فى كل مناسبة وعند طرح أى رأى أو وجهة نظر، خاصة عندما هاجم أحد الإسرائيليين الإسلام، وكأن المسألة تحتاج أن تكون رسمياً لترد وتناقش وتطلب حقاً وفق أصول اللياقة والاستضافة، وهو ما نقله الصحفيون والإعلاميون فلقى انزعاجاً عند هؤلاء الأكاديميين بدافع أن الترجمة غير دقيقة فى حين أن أحدهم «الدكتور أحمد فؤاد أنور» سبق الإعلاميين والصحفيين بكتابة رد على استهداف الإسلام فى المنتدى، وهو ما نقلته وسائل الإعلام عنه فى إطار ما دار فى المنتدى الذى عبر عن القدرات الأرمينية رغم أنها دولة ناشئة استقلت عن الاتحاد السوفيتى أوائل التسعينات.
التأثير الشرقى يلتقيك فى كل مكان من المأكل حتى التدين وكنيستهم إحدى الكنائس الشرقية الست
واستمر الجدل حول المشاركة المصرية حتى اليوم الأخير، فأداء السفير المصرى هناك يدعو إلى التأمل فى قضية تراجع المؤسسات فى مصر، فالسفير حتى وإن غاب عن المنتدى، وفق حسابات القاهرة غير المعلنة، لم يظهر الاهتمام المطلوب بوفد مصرى يمثل صحف ووسائل إعلام وأكاديميين، وتمثيلاً حزبياً ضعيفاً اقتصر على «المصريين الأحرار» واكتفى بدعوة الوفد لعشاء غاب عنه معظم المشاركين لتعارضه مع برنامج الرحلة وأيضاً رداً من البعض على تجاهل السفير الذى يبدو أنه لا يدرك الوقت للعمل لأنه ينام نهاراً ويصحو ليلاً حتى صباح اليوم التالى..!!
للغياب المصرى الرسمى بالطبع أسباب قد يكون وراءها يقين بأن الأصدقاء لن يظلوا أصدقاء والأعداء لن يستمروا أعداء، أى أن الموقف المصرى سيصنع تاريخاً تبنى عليه القاهرة مواقفها اللاحقة فى علاقاتها مع أنقرة، وعليه فإن التعجل، رغم العداء الصارخ من «أردوغان»، لن يكون مناسباً، وهنا كان بالإمكان على مصر أن تشارك مثل أشقائها العرب «الإمارات والعراق والكويت» دون أى إعلان أو اعتراف بالإبادة، فقط مشاركة رمزية تعكس تضامناً مع مأساة إنسانية يرفضها الضمير، غير أنه فيما يبدو أن قناعات القاهرة أكبر حتى من الانتقادات القاسية التركية للسياسة والقضاء المصرى..!!
شرقيون رغم أنفنا..!
تبدو أرمينيا غارقة فى الحياة الشرقية رغم بعض المظاهر الأوروبية سواء فى العمارة أو الملابس، فالتأثير الشرقى يلتقيك فى كل مكان من المأكل حتى التدين، فهذا الشعب الذى وجدته محافظاً لا تجد حياة الليل فيه مثل النمط الأوروبى وحرياته اللامحدودة، الموسيقى التى تصل إلى أذنيك حتى وإن خالطتها آلة «الدودوك» الأرمينية تشعرك بأنك فى الأناضول أو فى «إستنبول» أو حتى بغداد، فـ«الدودوك» نفسها تماثل «الناى» الشرقى فى أنغامه ولا تخاصم آلة «القانون» فى العروض الموسيقية.
هذا الشعب يعد نفسه أول مملكة مسيحية فى التاريخ، فقد اعتنقها كديانة وطنية عام 351 ميلادية، أى عندما كنت أوروبا وثنية، حسب المؤرخ ج. ووكر، بعد أن جرى تعذيب القديس «جريجوريوس المنور» بإلقائه فى حفرة عميقة بسبب إيمانه، ثم أفرج عنه الملك الأرمينى «تردات» بعد أن شفاه من مرض خطير، ما دعاه إلى دعوة الأرمن إلى اعتناق المسيحية كدين وطنى، الكنيسة الأرمينية أيضاً هى إحدى الكنائس الشرقية الست إلى جانب المصرية والإريترية والإثيوبية والهندية والسريانية.
لا تجد نفسك بعيداً على مائدة الطعام عن المطبخ الشرقى، فالخبز الذى يماثل فى بعض أنواعه رغيف العيش فى الصعيد ويقترب فى البعض الآخر من «الرحالى» فى ريف الدلتا سيلفت انتباهك ويغريك على «النهم» بلا تفكير، خاصة إذا شاركته على المائدة أنواع من الجبن تفنن فيها الأرمن بصورة تنافس الفرنسيين أنفسهم، فالجبن ضيف دائم على المائدة الأرمينية بجانب أنواع كثيرة من الخضراوات لا تشعر معها بالغربة أو الاختلاف، يدفع النادل، المتجهم دائماً وأبداً أينما تذهب، بطاجن يذكرك بـ«مراجيس الصعيد»، أى طاجن اللحمة الغارق فى التقلية المطهية بخليط من الطماطم والبصل والبهارات، ويعد طقساً رئيسياً فى مصر العليا فى نهاية الأسبوع، وتتذوق الخليط فى «يريفان» وكأنك فى قرية مصرية باستثناء اختلاف واحد بإضافة بعض الخضراوات مثل البقدونس، ما أكسبه طعماً يخالف قليلاً ما اعتدناه فى بيوتنا.
جبل آرارات الرمز القومى لأرمينيا
«آرارات» ليس جبل نوح بل خمور ورمز قومى..!!
أينما تنظر تراه أمامك شامخاً بارتفاع أكثر من 5 آلاف متر، فهناك، حسب الاعتقاد المسيحى، رست سفينة سيدنا نوح «واستوت على الجودى»، إنه «آرارات الجبل» والرمز القومى الأبرز للأرمن رغم أنه يقع فى الأراضى التركية لكنه وفق التاريخ الأرمينى كان جزءاً من مملكتهم فى الماضى، البقعة الساحرة التى تطل عليها «يريفان» تكسوها الثلوج عند القمة طوال العام وعندما تفسح لها السحاب مكاناً تتعلق به الأنظار فتبدو الأرض وكأنها تدور من حوله، «آرارات» فى كل بقعة، فى كل بيت، فى كل سوق، فى كل مدرسة، فى كل جامعة، فى الشوارع، فى الكنائس، فى الأديرة، على تبة عالية يقع المصنع الأشهر للخمور فى البلاد.. إنه أيضاً «آرارات» المصنع الذى اشترته شركة فرنسية ليكون أحد أهم مصادر تصدير الخمور إلى أوروبا، «آرارات» الجبل مصدر إلهام للفن والكتابة والأدب والحياة أيضاً فهو اسم نوع من المياه وكذلك محال تجارية ومطاعم وكافيهات، الجبل البركانى الذى كان آخر ثوراته عام 1953، يقول عنه أحد الكتّاب الأرمن: «هو مصدر الأفراح والأتراح والشجون والملاحم والأساطير وأرض بطولات شعب عظيم. فهذا الجبل لم ينقطع عن احتضاننا يوماً إلى صدره الحنون لغاية سلبه قبل تسعين عاماً»، إنها اتفاقية 1921 بين روسيا وتركيا التى كرست لضم أجزاء من أرمينيا الغربية وجبل «آرارات» بقمتيه الكبرى والصغرى، إنها أرضهم التاريخية، حسب اعتقاد راسخ، فهى مثلما يقول أحدهم ويدعى «كارو قيومجيان» على أحد المنتديات «الأرمينية»: من فرط عشقنا لهذا الصرح الحى مصدر حياة، ما زلنا نتغنى به وكأنه ملك لم ينقطع يوماً عنا، وأنه لم يحتل ولم يغتصب.
«آرارات» فى كل بقعة تدور حوله الحياة.. وتجده فى الشوارع والأديرة وعلى المحال والمطاعم
فمن فرط تقديسنا له لم تشعر قلوبنا ولم تقبل عقولنا بأننا فقدناه، فمن كثرة سكرنا من مشاهدة منظره المهيب الحبيب يومياً حلمنا بأننا، إن لم يكن هذا العام فحتماً العام المقبل، سوف نحتفل بمهرجانات «نافاسارت» الأولمبية التقليدية على ربوعه المعطاءة، وفى أرض ما زالت طاهرة ولم تدنس ويا للحيف، ونحن فى الظروف المأساوية التى فرضت علينا وأعيتنا وغيبتنا، توهمنا بأن السبيل إليه لم ينقطع. ويكمل: سوف ندعوه جبل «آرارات المحتل» أو جبل «آرارات المغتصب»، أو لمَ لا جبل «آرارات الأسير»؟ أى صفة تحيى فينا روح النضال ورغبة الاسترداد كلما نظرنا إليه من بعيد بنفس مشاعر نظرة العرب إلى المسجد الأقصى الشريف، أو سمعنا بيت شعر ذا شجن عنه أو شاهدنا صورته على حائط بيت من بيوتنا، خصوصاً كلما نظرنا باعتزاز إلى شعارنا ورمزنا الوطنى، حيث يبرز بشموخ كل صباح.
بحيرة «سيفان» إحدى البقاع الساحرة فى أرمينيا
«أرمينيا» تبحث عن النفوس المتعبة
رغم إمكانيات لا تغفلها العين تظل أرمينيا دولة مغلقة لم تستغل بعد بقاعها الساحرة لاستقبال السياحة، فالدولة التى تتشارك فى حدود مع دول تحمل معها عداوات ولا تطل على بحار، حرمتها الجغرافيا من ميزات عظيمة، فى حين وهبتها أخرى يقف واقع الحال والتاريخ حائلاً دون استغلالها، دولة تتصارع مع تركيا على مسألة «الإبادة»، بل والأرض وأشياء أخرى منها المرارات التاريخية، وتتنافس مع أذربيجان على «ناجورنو كاراباخ»، وتنظر بعين الريبة إلى روسيا الحاضنة الكبرى، وتنتظر من أوروبا الكثير، وتولى وجهها تجاه فرنسا والولايات المتحدة حيث الحضور الأرمينى الأضخم والمؤثر خارج الدولة، إنها دولة صغيرة تملك فرصاً كبيرة لأن تكون أفضل حالاً، ففى مطارها تشعر وكأنك الزائر الوحيد، فالحركة لا تشابه المطارات الكبيرة والرحلات قليلة لا تعبر عن هذا البلد النابض بالحياة الساحرة التى صنعتها يد الخالق على هضاب وقمم جبلية لا ترى معها سوى اللون الأخضر، قرى تتناثر على الأرض الخضراء ونساء يخبزن مثل أمهاتنا فى الدلتا والصعيد، ورجال يعملون بالزراعة ومنتجات من خير الطبيعة تجعلك تعلن اضطرارك إلى أغذية المواد الحافظة وجشع التجار فى حواضر مصر، العنب والمشمش والعسل الجبلى والجرجير والبصل الأخضر والبقدونس وغيرها من منتوج الأرض مع مياه نقية من الينابيع وأخرى غازية قادمة من باطن الأرض تكفى أى راغب فى الحياة أن يعيش حياته مرتين بلا أمراض، إنها بيئة إن لم تُطل الأعمار فإنها راحة للنفوس المتعبة المجهدة المنهكة، ولهذا تبقى أرمينيا خياراً للعيش لمن يدرك أن للحياة قيمة..!!
ختام


ستظل «أرمينيا» بلاداً للحضارة المؤرخة فى كل بقاعها فمن الكفر إلى الإيمان مواقع كثيرة تكشف أن الحياة كانت هنا منذ زمن سحيق، وهذه الحياة ستمتد لأن هذا الأرمينى صلب العقيدة، محارب، مثابر، ماهر فى أن يجعل العالم يلتف حول قضيته، فحتى وإن لم تكن فى صفهم لا بد أن تحترم قدراتهم على الحشد نحو هدف قومى واحد غلفوه بالعالمية تحت شعار «حتى لا تتكرر المذابح». أرى فى الأرمن قصة تحكى عن هؤلاء الذين أثروا أينما ذهبوا والذين ما زالوا يؤثرون بإصرارهم على أن قضيتهم إنسانية بحتة مع ضرورة قصوى بإبعاد كل ما هو دينى فى المسألة لأن إزهاق الأرواح لا يرتبط بديانة بل يتلازم مع العنف داخل الذات البشرية والرغبة فى السيطرة، فكم سالت دماء على مذابح السياسة باستخدام الدين، فمن أوروبا إلى الشرق الأوسط مآسٍ كثيرة عمن يرفعون شعارات دينية وفى قلوبهم الطمع والجشع الإنسانى، إنها ستة أيام فى بلاد تتذكر عن زيارتها معانى البساطة والأصالة وسحر القِدم.



المصدر الوطن

تعليقات

المشاركات الشائعة