سعيد الكفراوي يروي ذكرياته مع أصلان : نجيب محفوظ تأثر بكتابات صاحب "مالك الحزين"

محفوظ وأصلان والكفراوي

في ذكرى رحيل إبراهيم أصلان الثمانين، يأتي الحديث مع رفيق الدرب سعيد الكفراوي ضروريًا، وهو الصديق الذي تابع مسيرة أصلان الإبداعية منذ بدايتها حتى رحيله. 

فعلى مدار نصف قرن امتلأ بالذكريات والاختلافات، وتداخل التجارب الإبداعية، كان سعيد الكفراوي حاضرًا، وفي ذكرى رحيل إبراهيم أصلان كانت ذاكرته حاضرة بغزارة، في حديثه لـ"بوابة الأهرام". 

يروي سعيد الكفراوي قصة "وسوسة" أصلان الدائمة من إبداعه، ويرفض وصفها بعدم الثقة، بل يرفض حتى مزحة أصلان نفسه بوصف إبداعه بــ"الهرتلة"، فقد كان أصلان يردد دائمًا على مسامع صديقه، أنه يبذل جهدًا كبيرًا لكى يخرج أدبه محتويًا على رؤيته، في أقل شكل، وفي بساطة وسلاسة. 

فالكتابة السهلة التى نقرأها حاليًا لأصلان من ناحية اللغة والمضمون وتجسيد الحكاية هى نتاج إرهاق كبير من أصلان، ليصل إلى تلك البساطة الزاخمة التى كان يؤمن بها. 

ويضيف الكفراوي: أصلان كثيراً ما كان يردد أنه لا يكتب الدنيا، إنما يكتب بها، معتبرا الواقع مجرد وسيلة يستخدمها، لا هدفًا في حد ذاته، كما أن أصلان لم يكن يهمه الكيف في أن ينشر ويطبع كتبًا متراصة، بقدر ما كان يسعى ناحية الكيف متتبعاً خطوات أساتذته من الكتاب الكبار أمثال هيمنجواي وكافكا وغيرهم. 

ويؤكد الكفراوي أن أصلان كان واحداً من أصحاب الأساليب والنصوص الدالة عليه، فقد كانت كتابته تشبهه، حتى أنك تتعرف على كتاباته بدون أن تقرأ اسمه عليها. 

ويضيف: قصصه دائماً وراءها واقع معيش، وتجربة حية، وما يكتبه له أساس من الدنيا، والأشخاص الذين يبدعهم هم من معارفه، ومن يسمعهم، لكن بموهبته وخبرته تجد إبراهيم أصلان يحول هؤلاء الأشخاص الواقعيين لشخصيات فنية ببراعة. 

ويقول الكفراوي: أعرف أصلان من مدة طويلة، من منتصف الستينيات، وأعرف كم كان يعانى ليتفرد، وكان يتعب لكي تشبهه الكتابة وتشبه عالمه، هو كاتب عاش للكتابة، لآخر يوم في حياته. 

ويضيف: كنا حول نجيب محفوظ على مرتبة واحدة، أصلان والبساطى ومستجاب وأنا، كنا جيلاً انتقل بالكتابة من الواقعية إلى واقعية جديدة، في زمن اتسم بالصراع الاجتماعي. كنا أبناء هزيمة 67، وكنا نتنبأ بوقوعها، كنا مناوئين لسلطة عبد الناصر، وكلنا تم إلقاؤنا في السجون. 

لكننى أعترف، يقول الكفراوي لـ"بوابة الأهرام"، بأن إبراهيم أصلان كان من أخلصنا لفعل الكتابة. خلال خمسين سنة أعرفه فيها، لم يتنازل، ولم يفعل شيئًا إلا أن يكون كاتبًا، لذلك كانت تجربته من أقسى التجارب في الكتابة المصرية إخلاصاً، وكان يعي نجيب محفوظ ذلك، فكان يقدره ضمن من يقدر، فقد كان نجيب محفوظ دائمًا في صف الكتابة الجيدة، ويحترم صاحبها. وأتصور أن نجيب محفوظ شخصيًا استفاد من كتابة أصلان، وكتابه هذا الجيل، فمحفوظ كتب "خمارة القط الأسود" بالشكل الذي كان يكتب

به هذا الجيل، وفي طليعتهم أصلان. 






المصدر بوابة الاهرام 

تعليقات

المشاركات الشائعة